بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 11 مارس 2010

العنف ضدالطبيعة












العنف ضد الطبيعة
أما قبل :
لست بشاعرة ولا أديبة ولا حتى ناشطة في أي جمعية تعنى بأي حق من الحقوق وإنما أنا فتاة عشرينية ضجرة . أمشي وأنا أجر من خلفي بقايا طموح في جنازة الثقافة. تلك المغتالة بسيوف الشباب معلنين بداية لعصر الفوضى واللامبالاة .
سأحاول إحياء الثقافة في دواخلي بعد أن يئست من تعايشها في مجتمعي . سأحييها بمجموعة من الأفكار المترجمة إلى سطور لعلي أجد من يفهمني في زمني .

أولى تلك الأفكار هي أهمها خطورة وأعظمها شأنا عندي.......... إنها الطبيعة

أما بعد :
في عالم تكثر فيه أعمال العنف ضد فئات عديدة ضمن المنظومة الحياتية سواء أكانت أعمال العنف هذه صادره عن الإنسان ضد الإنسان من حروب أو أعمال إرهاب أو قتل عمد , أو أعمال عنف ضد الكائنات الحية الأخرى مثل الحيوانات ( الصيد الجائر ) أو اقتلاع الأشجار والنباتات لغاية غير مدروسة . بدأت تظهر أمامي أعمال عنف من نوع جديد اسمحوا لي بأن اسميها أعمال العنف ضد الطبيعة .وذلك بما يقوم الإنسان به من أضرار في طبقات الغلاف الجوي أو تلويث للمسطحات المائية أو بدفن المخلفات العضوية في الأرض .

فمؤخرا كان زلزال هايتي وقبل ذلك تسو نامي وإعصار كاترينا. والقائمة غنية بالأمثلة . ولكن لماذا كل هذا ؟؟!! إن الجواب هو : الطبيعة ترد !
تتراءى لي الطبيعة بالمرأة مكتملة المواسم , تلك التي أدعوها بعشتار التاريخ الحزينة لما يقترفه الجنس البشري المتغطرس من أعمال العنف ضدها فتحرك جسدها المتألم لترقده زلزالا , او تأخذ نفسا عميقا لترده بركانا , أو تفيض دموعها لتغمر المكان حقدا.فمليارات السنين سلكتها مقاومة بذلك كل عوامل الضغط الكوني لتثبت أمام المنظومة تميزها في جعل الكرة الأرضية بأحلى منظر مكسوة بأجمل الحلي . ثم بعد ذلك كله يأتي الإنسان ليرمي بذلك كله عرض الحائط فيتطور ويرقى على حساب سنوات العمر محاولا أن يجد لنفسه مزيدا من عوامل الرفاهية والراحة . ولأجل ذلك كان لابد لعجلة المصانع أن تدور دون توقف , فتستمد طاقتها من نزف الطبيعة ولا تكتفي بنزفها فحسب بل ترده غازات خانقه لتزيد الوضع سوءا .


لاحظت أن للقضايا البيئية الدور الأقل أهمية في مجتمعاتنا العربية , فالكثيرين يرون أن القضايا السياسية والاقتصادية تشغل بال الكثيرين وأن الدول الصناعية هي الفاعل الوحيد في هذه المشكلة والدول النامية لا علاقة لها بكل ذلك. قد اتفق مع هؤلاء إلى حد معين , ولكن اسمحوا لي الدول المتقدمة سببت ذلك كله نتيجة لضخم الأعمال الصناعية التي تقوم بها والغازات المنبعثة من جراء ذلك ولكن الطبيعة عندما تغضب لا تتعامل مع الأمر على هذا النحو. فمؤخرا أظهرت دراسة صدرت عن مركز التنمية العالمية
"center of global development".بأن الدول العربية والدول النامية هي من بين أول البلدان التي ستعاني بشدة آثار المناخ.أضف إلى ذلك انعدام البنية الأساسية في تفادي هذه الكوارث فلو حدث زلزال أو فيضان ستكون نتيجته في الدول العربية أو الدول النامية اشد فتكا من الدول المتقدمة.
ما ارمي إليه هنا هو انه يتوجب ظهور فئة من الناشطين في مجتمعنا وارمي إلى مجتمعنا الأردني تضم صوتها إلى أصوات الكثيرين بوقف أعمال العنف ضد الطبيعة, خصوصا بعد أن أصبحت قضايا البيئة لا تخص العلم والأبحاث فحسب بل أصبحت تتعلق في حياتنا اليومية وتخص كل فرد.

أعلم بوجود الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن ولكن كم وددت لو تكون ذات صدى أوسع فلقد شدني ناشطون في لبنان ينتمون الى جمعية الغرينبيس وأعجبني موقعهم على الانترنت ونشاطاتهم,أنا من ذلك كله أود ان يكون لبدي الاردن الحبيب دورا فاعلا في أهم قضية تشغل الكثيرين اليوم وهي قضايا البيئة .
إن جل ما أخشاه ان يأتي يوم ينقرض فيه الجنس البشري ليسود المكان غيرنا ........ ونصبح آ ثر لا صوت فيه .

هناك 3 تعليقات:

  1. نبض أنثى..
    صباح الخير...

    من النادر جداً ما نسمع أو نقرأ مواضيع تحثّ على الرفق بالطبيعة في مجتمعاتنا العربية أو الشرق أوسطية.

    التخلّف الإجتماعي يبدأ من عدم إكتراث أفراده بذواتهم,فالأولى هي إنعكاس ونتيجة طبيعية للثانية.وهذي وتلك تولّدان العنف والهمجية التي أوجزتيهما في موضوعكِ الرائع هذا.

    وكأن البشر لا يكفيهم كل ما ما جنَوه على مجتمعاتهم من إبادات جماعية وحروب ودمارِ بإسم "الأديان والآلهة",لا؛فها هم يلحقون كل ما تقدم بتخريب وتهشيم لخلاّب وأخّاذ أوجه الطبيعة.
    وطبعاً هذا الموضوع(الحفاظ على الطبيعة)يتواجد في آخر سُلم أولويات شعوبنا العربية بل هو ما دون ذلك بكثير.شعوب ينصب كُلي إهتمامها بأي رجل ندخل الحمّام,وبأي يد نأكل,وأي دعاء تقرأ قبل وبعد النوم!!فمن الطبيعي جداً وليس مُستهجناً أن مثل هذه الشعوب تُعد الثالثة في سُلّم الشعوب,وبالتالي فمن المنطقي جداً أن مثل هذه الشعوب لا تمتلك البنية الأساسية التحتية الملائمة للتصدي للكوارث الطبيعية أو حتى التقليل من أضرارها...ولكن؛ولكنهم يملكون الكثير الكثير الكثير من "الأدعية" التي لم تساعدهم يوماً في سرّائهم ولن تساعدهم في الضرّاء يوماً,ذلك أنّ قراءة الأدعية تساعد كما تساعد قراءة بعض السطور من"السندباد البحري" هي لا تبني الحصون ولا البنية التحتية لا ولا تبني المجتمعات,ولا تغني ولا تُسمن من جوع.
    ولكن...هل من أحياء هنا!!؟؟لا
    وقد أسمعت لو نا ديت حيّا ولكن لا حياة لمن تنادي
    ..فإذن وإلى ذلك الحين سنظلّ عالة على المجتمعات المتحضرة,وسنظل شعوبا إستهلاكية خاملة إتكالية سنظل شعوباً غير منتجة.

    نبض أنثى,
    تسلسلية الأفكار متماسكة وطرح مميّز جداً جداً
    وإحساس راق جداً بالطبيعة.
    لا فُضّ فوكِ ولا جفّ حبرُك.
    تحيّاتي
    وصباح الخير(:

    ردحذف
  2. نبض أنثى,
    تسلسلية الأفكار متماسكة وطرح مميّز جداً جداً
    وإحساس راق جداً بالطبيعة.
    لا فُضّ فوكِ ولا جفّ حبرُك.
    تحيّاتي
    وصباح الخير(:


    مسائك بروعة صباحك
    وشكرا على مرورك
    كلامك كان بمثابة الملاطفة للفكر الناضج ......... سعدت بمرورك

    ردحذف
  3. اجول بخاطري دوما" هل استطيع انشاء مايسمى الرفق بالانسان؟

    ردحذف